الرئيسيةUncategorizedمنتدى سرطان الرئة يؤكّد على ضرورة الكشف المبكر عن المرض في منطقة الخليج ..

منتدى سرطان الرئة يؤكّد على ضرورة الكشف المبكر عن المرض في منطقة الخليج ..

7 مايو 2021  

المنتدى الثاني متعدد التخصصات لسرطان الرئة في منطقة الخليج يسلّط الضوء على دور تعزيز فحوص الكشف عن سرطان الرئة في التشخيص المبكر وتقليل معدل الوفيات.

 

أكّد أخصائيو الرعاية الصحية المشاركون في المنتدى الثاني متعدد التخصصات لسرطان الرئة على دور تعزيز فحوص الكشف عن سرطان الرئة لدى المرضى المعرّضين لخطورة مرتفعة في خفض معدل الوفيات المرتبط بالمرض في منطقة الخليج العربي والتي تشمل المملكة العربية السعودية، حيث يحتل سرطان الرئة المرتبة السابعة بين السرطانات الأكثر انتشاراً على مستوى المنطقة، ويشكل حوالي 4.6% من جميع حالات السرطان1. وفي المملكة العربية السعودية، يعد سرطان الرئة هو السبب الرئيسي الخامس لوفيات السرطان، وهناك توقعات لارتفاع معدل الإصابة به بشكل كبير خلال العقد المقبل. 2

 

ويتم حالياً تشخيص حوالي 60% إلى 80% من الحالات في منطقة الخليج العربي في مراحل متقدمة، مع انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حتى 10 إلى 20%3، وفي أكثر من 90% من الحالات، كان السرطان قد انتشر خارج الرئة عند التشخيص،3 ما يؤكد على ضرورة الفحص الدوري للأفراد المعرضين لمخاطر مرتفعة بهدف الكشف المبكر وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة4.

 

كما تبرز الحاجة لوجود برامج فحص أكثر تكاملاً للمساعدة في التشخيص المبكر على مستوى المنطقة، فعلى الرغم من توافر الاختبار السريع وعالي الحساسية للكشف عن سرطان الرئة (المعروف باسم التصوير المقطعي المحوسب بجرعة أشعة منخفضة) للأشخاص المعرّضين لخطورة مرتفعة، إلا أن برامج الكشف الوطنية ما زالت بقدرة استيعاب منخفضة.

 

وتشمل أبرز العوائق المذكورة بطء التحول من مفهوم الصحة العلاجية إلى الصحة الوقائية، فضلاً عن الحاجة إلى برامج توعية مخصصة للكشف عن سرطان الرئة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية العامة والأولية. كما يجب توفير أنظمة مخصصة لاستدعاء الأشخاص المعرّضين لخطورة مرتفعة لإجراء الفحص. وتطرّق المنتدى لتأثير أزمة كوفيد-19 على جهود الكشف المبكر مع انخفاض معدّل الإحالات والثغرات في سبل الرعاية الوجيزة للحالات الحادة والتي تشكّل تحديات مقلقة.

 

ويجري حالياً تطوير برامج واعدة وأكثر تكاملاً في العديد من دول الخليج، حيث يمكن لتقنيات التطبيب عن بعد والتصوير الشعاعي عن بعد أن تحدث نقلة نوعية في الوصول إلى مرضى المناطق الريفية ممن لا يمكنهم زيارة المراكز المتخصصة في مرض السرطان. كما أصبحت تقنية تحليل التسلسل الجيني من الجيل التالي متاحة على نطاق واسع للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في منطقة الخليج العربي، حيث يعتمد المسح الرائد في مجال الطب الدقيق على تحليل الواسمات الجينية التي يمكن استهدافها بأدوية معينة داخل الورم.

 

وفي إطار التوجه نحو العلاج الموجه، تمت الموافقة مؤخراً على خيار علاج جديد من قبل الجمعية السعودية للغذاء والتغذية للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة في مراحله المبكرة، حيث تساهم طفرة جينية في انتشار الخلايا السرطانية. وخلال التجارب السريرية، تم إعطاء هؤلاء المرضى الجيل الثالث من مثبطات التيروزين كيناز كعلاج مساعد بعد إزالة الورم. ووجد أن العلاج يقلل من تكرار المرض، وهو أمر شائع الحدوث في المرحلة المبكرة بنسبة 80٪ ، مقارنة مع أولئك الذين يتناولون العلاج الوهمي (بلاسيبو).

 

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور عبد الرحمن جازية، مدير البرنامج الدولي في مؤسسة سينسيناتي لاستشاريّي السرطان، أستاذ مساعد في طب الأورام في جامعة الفيصل، ورئيس المنتدى: “يأتي منتدى سرطان الرئة بعد إجماع الخبراء الإقليميين على ضرورة دعم علاج سرطان الرئة المتقدم في منطقة الخليج العربي وتحسين تجربة المريض العامّة من منظور متعدد التخصصات، حيث أننا نشجع التعاون والبحث وتبادل المعرفة والتطوير المهني بين مجتمع أخصائيي سرطان الرئة في دول الخليج وخارجها. ويعد توافر البيانات الدقيقة حول سرطان الرئة ضرورة لتحقيق رعاية ناجحة لمرضى السرطان، ويسعدني أن أكون مشرفاً على هذه الجلسة الحوارية حول تطوير معطيات وبيانات سرطان الرئة في المنطقة، ما يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للجميع، وخاصّة الدول مع عدد قليل من مرضى سرطان الرئة والتي ستستفيد من البيانات الإقليمية على نطاق أوسع وأكثر شمولاً.”

 

وأفاد المنتدى انه يمكن خفض معدل الوفيات بنسبة 30% إذا تم فحص 50% من المعرّضين للإصابة بمرض سرطان الرئة3. حيث تم وضع إرشادات صادرة عن الجمعية السعودية لسرطان الرئة وتتوافر أيضاً الموارد اللازمة للكشف عن المرض، إلا أنها لا تُستخدم بشكل كافٍ في معظم الحالات.

 

وأكد المنتدى على أهمية التعاون لتصميم خطط وسبل رعاية كاملة لمرضى السرطان، بدءاً من تسهيل الوصول إلى إمكانيات الفحص لكل الحالات المشتبه بإصابتها، ووصولاً إلى توفير خطط الرعاية المستدامة وعالية الجودة وبرامج إعادة التأهيل. حيث انه من الضروري تصميم خارطة طريق واضحة بهدف تحسين رعاية سرطان الرئة، ومراجعة المبادئ التوجيهية الحالية حول الفحص والتأكد من وضع أفضل المعايير وتنفيذها، هذا بالإضافة إلى التعاون على المستوى الإقليمي لتبادل الخبرات والأبحاث التي تساهم في بناء أدلة على النتائج وتحديد الفعالية من حيث التكلفة.

 

ومن جهته، قال الدكتور حميد الشامسي، مدير خدمات السرطان والأورام في مركز برجيل للأورام  ورئيس جمعية الإمارات للأورام“يعتبر سرطان الرئة من الأسباب الرئيسية للوفاة في منطقة الخليج العربي، ونحن ندرك أهمية الكشف المبكر في نجاح علاج سرطان الرئة، حيث يجب توسيع نطاق عمليات الكشف مع وجود بروتوكولات فحص وسبل رعاية واضحة. ومع بدئنا باعتماد برامج الكشف في الممارسة السريرية، من المهم أن نعطي الأولوية للأفراد المعرّضين لخطورة مرتفعة. كما ستغير التقنيات الجديدة مثل اختبارات الدم التي تستقصي الواسمات الورمية وتُعرف باسم الخزعة السائلة، المنظور السائد لمرض السرطان خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة، حيث سيصبح التشخيص أكثر سهولة وستتوافر تحاليل الكشف للأشخاص الذين لا يمتلكون عوامل الخطورة التقليدية.”

 

وقال بيتر رؤوف، مدير وحدة أعمال الأورام لشركة آسترازينيكا في دول الخليج: “يجمع المنتدى متعدد التخصصات لسرطان الرئة جميع الجهات المعنية لتغيير نهجنا في رعاية مرضى السرطان في منطقة الخليج، حيث يجب أن تتضافر جهود كافة أقسام نظام الرعاية الصحية لإحداث تأثير إيجابي في حياة المصابين بسرطان الرئة وتخفيف أعباء المرض في المنطقة، وأظهر المنتدى قدراتنا على التعاون لإثراء خبرات المجتمع الطبي في المنطقة وتقديم رعاية أفضل لمرضى سرطان الرئة وتحسين معدلات البقاء وجودة الحياة”.

 

وشارك في المنتدى الثاني متعدد التخصصات لسرطان الرئة نخبة من الخبراء الدوليين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برئاسة الدكتور عبدالرحمن جزية، مدير البرنامج الدولي في مركز سينسيناتي لاستشاريّ السرطان. تناولت أجندة المؤتمر مواضيع متعددة تضمنت الفحص والكشف المبكر عن سرطان الرئة، وأهمية التحديد الدقيق لمرحلة المرض ودور الجراحة في المراحل المبكرة، والمنهجيات الجديدة في استهداف مستقبلات عامل نمو البشرة الطافرة في المراحل المبكرة لسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وفوائد علم الأورام المناعي بعد العلاج الكيميائي الإشعاعي في زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى غير المرشحين لاستئصال الورم، بالإضافة إلى ندوة حوارية حول كيفية تحسين رعاية مرضى سرطان الرئة في الشرق الأوسط. حظي المؤتمر الافتراضي بدعم جامعة الفيصل بالرياض والمجموعة السعودية لسرطان الرئة وجمعية الإمارات للأورام ورابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ومركز سينسيناتي لاستشاري السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام بالمستشفى السلطاني. وأقيم المنتدى برعاية شركة آسترازينيكا.

 

المراجع

  1. الجواتي جي وآخرون، وبائيات سرطان الرئة في سلطنة عمان: سلوك وخصائص السرطان خلال 20 عاماً، مجلة عمان الطبية المجلد 34، العدد 5: 397-403، 2019 http://omjournal.org/PDF/OS-OMJ-D-19-00085%20(04J).pdf تمت زيارة المحتوى بتاريخ 12-04-2021
  2. الملفات الدولية الخاصة بالسرطان لمنظمة الصحة العالمية: المملكة العربية السعودية. https://www.who.int/cancer/country-profiles/SAU_2020.pdf ، تمت زيارة المحتوى في أبريل 2021
  3. البيانات المطروحة في المنتدى الثاني متعدد التخصصات لسرطان الرئة، 2-3 أبريل 2021
  4. الشمسي ح وآخرون. واقع رعاية مرضى السرطان في الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2020: التحديات والتوصيات، تقرير صادر عن فريق عمل الأورام في الإمارات العربية المتحدة؛ مجلة الأورام الخليجية العدد 32: 71-78، 2020 http://www.gffcc.org/journal/docs/issue32/pp71-87_Humaid_Al-Shamsi.pdf تمت زيارة المحتوى بتاريخ 22-07-2020
  5.