الرياض – أعلنت مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة عالمياً، عن افتتاح مركزها العالمي لمدن المستقبل في الرياض بالمملكة العربية السعودية. جرى إطلاق المركز رسمياً بحضور نخبةٍ من القادة وصناع القرار والخبراء المتخصصين من مختلف القطاعات. تم إنشاء المركز استناداً إلى العديد من الدراسات والمرئيات المستمدة من تقرير مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الصادر بعنوان “أفضل المدن العالمية: هل يشعر الأفراد بالسعادة في المدن التي يقيمون فيها؟”، وذلك بهدف مواجهة التحديات الناجمة عن التوسُّع السريع للمدن الكبرى، مع التركيز على توفير حلولٍ مبتكرة ومستدامة.
يهدف المركز العالمي لمدن المستقبل (التابع لمجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب) إلى الاستفادة من الخبرات المتاحة في مختلف القطاعات، وتعزيز التكامل بينها، بما يشمل قطاعات التخطيط المدني، والنقل، والنمو الاقتصادي، والتحول الرقمي. أظهرت نتائج التقرير، الذي شمل أكثر من 50,000 شخص في 79 مدينة حول العالم، أهمية الدور المنوط بالمركز، لاسيما مع التوقعات المستقبلية بزيادة عدد سكان المدن ليصل إلى نحو 68% من سكان العالم، بالإضافة إلى التوقعات بأن تضم المدن ما يزيد عن 90% من الأنشطة الاقتصادية بحلول عام 2050، ما يعزز الدور الحيوي للمركز في بناء مستقبل أفضل، عبر توفير حلول مبتكرة تسهم في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، بما يتماشى مع أهداف المؤسسات والجهات الحكومية المتنوعة.
أفاد فلاديسلاف بوتينكو – الشريك ومدير قسم المدن والمناطق بمجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب، والزميل في برنامج “مستقبل المدن” بمعهد هندرسون التابع لمجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب – قائلاً: “حسب التصنيف السنوي لأفضل المدن العالمية، احتلت مدينة الرياض المرتبة الخامسة والعشرين عالمياً، كما سلّط التقرير الضوء على المستقبل الطموح لبعض مدن الشرق الأوسط، ومن بينها أبوظبي والدوحة ودبي ومدينة الكويت والرياض، حيث تمتلك هذه المدن الكثير من الفرص والإمكانات الواعدة لتحسين جودة حياة سكانها. سجّلت هذه المدن نتائج جيدة بشكلٍ استثنائي على مستوى رأس المال الاجتماعي، والسلامة، والهوية الثقافية، والفرص الاقتصادية. تعد المكانة المتقدمة التي تحتلها هذه المدن في سرعة التقدُّم والتطوُّر الذي شهدته شهادة على ريادة المنطقة وحيويتها. يعكس المركز العالمي لمدن المستقبل التزام المجموعة وحرصها على تسخير هذا الزخم لتعزيز جهود التنمية الحضرية المستدامة، ودعم المشاريع المبتكرة في هذا المجال”.
أهم التوجهات الرئيسية التي ترسم مشهد المدن العالمية
تكمن أهمية المركز العالمي لمدن المستقبل (التابع لمجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب) في كونه أداة استباقية لمواجهة التحدّيات التي قد تنجم عن التوسُّع السريع للمدن. جاء تأسيس المركز انطلاقاً من النتائج التي أظهرتها العديد من الأبحاث والبيانات المكثفة، لا سيما التقرير الشامل لمجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب الذي حدّد ستة توجهات رئيسية على صعيد مشهد المدن العالمية. تعد هذه الاتجاهات بمثابة خارطة طريق يمكن اعتمادها لإطلاق مبادرات المركز، لاسيما مع التركيز على المجالات ذات الأهمية الكبيرة لمستقبل الحياة في المدن.
الاتجاهات الست الرئيسية على صعيد مشهد المدن العالمية:
• النمو الحضري والهجرة: ينبغي للمدن أن تركز على تحسين حركة الامتداد العمراني وتقليل كثافته سعياً لتخفيض التكاليف المتوقعة، والحد من آثار التدهور البيئي المحتملة. تشهد حركة التنقل بين المدن نمواً غير مسبوق، ما يحتم على المدن ضرورة التركيز على تحسين جودة الحياة لجذب السكان، وتحسين مستوى معيشتهم.
• النقل الحضري الجديد: ينبغي للمدن أن تتكيّف مع التوقعات المستقبلية بتضاعف عدد السيارات بحلول عام 2040، بما يتضمن أشكالاً جديدة من النقل مثل السيارات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة. تركز الاستراتيجيات الجديدة على التحول نحو اعتماد وسائل النقل العام، وخفض الكثافة البشرية في المدن.
• النمو الاقتصادي والابتكار: تعد المدن المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي؛ إذ يُتوقَّع أن تسهم بنحو 90% من الأنشطة الاقتصادية عالمياً بحلول عام 2030. تعد التنمية المكانية والبنية التحتية المفتاح الأساسي لجذب المواهب المتميزة، وتعزيز حركة الاستثمار.
• التحول الرقمي: ينبغي للمدن أن تحرص على جمع كميات كبيرة من البيانات لاتخاذ قرارات فعّالة في ضوئها. يمكن لتقنية “التوائم الرقمية” أن توفر للمدن ما يصل إلى 280 مليار دولار بحلول عام 2030 من خلال دعم التخطيط الحضري الفعّال.
• الاستدامة والمرونة: ينبغي للمدن أن تركز على تعزيز مفاهيم الحياد الكربوني، وتحسين البنية التحتية سعياً لمواجهة تداعيات التغير المناخي، حيث تركز الاستراتيجيات الجديدة على زيادة المساحات الخضراء، واعتماد معايير جديدة للبناء.
• التركيز على تحسين رضا المقيمين: يُقاس نجاح المدن بمعدل رضا سكانها. وبالتالي، فإن تصميم المدن من منظور يركز على تلبية احتياجات أفرادها يعد أمراً بالغ الأهمية لجذب المواهب والكفاءات، وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
من جانبه أشار فيليب كورنيت – مدير مكتب شركة بوسطن كونسلتينغ جروب في الرياض – قائلاً: “لقد أصبح الناس في عالمنا الحاضر أكثر تنقلاً من أي وقت مضى. تبدو المدن الكبرى في الشرق الأوسط، ومن بينها مدينة الرياض، في سباقٍ مستمر لجذب أفضل المواهب والكفاءات والاحتفاظ بها. تمتاز مدينة الرياض بغناها وثرائها على صعيد التنمية الحضرية والابتكار. من ناحية أخرى، يبدو المشهد العالمي بالغ التعقيد، لا سيما مع احتدام المنافسة وتنامي مستوى المخاطر، ما يؤثر على إمكانية جذب الكفاءات والتي باتت أكثر انتقائية من ناحية اختيار مكان العيش والعمل”.
تم إنشاء المركز العالمي لمدن المستقبل (التابع لمجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب) في مدينة الرياض بهدف تلبية المتطلبات المتزايدة للنمو الحضري المتسارع على الصعيدين الإقليمي والدولي. انطلاقاً من التزامه بتعزيز الابتكار والاستدامة، يسعى المركز إلى تحقيق الأهداف المنشودة للعديد من القطاعات، بما في ذلك القطاع الحكومي وقطاع الأعمال. مع تسارع حركة التطور والنمو في مدينة الرياض والعديد من المدن الأخرى، ستتنامى أهمية المركز ودوره الحيوي في توجيه الجهود المبذولة نحو بناء مستقبل شامل ومستدام.
من ناحية أخرى، أشار سوريش سوبودهي – المدير المفوض والشريك والرئيس العالمي لقسم السفر والمدن والبنية التحتية – قائلاً: “تسير المدن على طريق النمو التحولي، مدفوعة بالاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية خلال العقد المقبل. يتمثل عنصر النجاح الرئيسي في توجيه هذه الاستثمارات نحو بناء بيئات ذكية ومستدامة تعالج التحديات المناخية، وتسهم في تحسين جودة حياة السكان. يعتمد نجاح تلك الجهود على إنشاء مساحات حضرية توفر لسكانها تجربة شاملة، وتضم بنية تحتية متقدمة، وخدمات ومرافق تلبي احتياجاتهم المتنوعة. ينبغي التركيز على وضع سياسات تلبي الاحتياجات المتنوعة لسكان المدن، بدءاً من توفير أماكن عامة متطورة، وخيارات مُتقدمة للنقل، وفرص اقتصادية متكاملة. من الأهمية بمكان أيضاً أن تعمل المدن على تسريع جهودها نحو تحقيق الاستدامة خلال العقد المقبل، وأن تضع استراتيجيات واضحة لتلبية احتياجات سكانها ومتطلباتهم المتغيرة”.