تتضمّن التوجهات أربعة عناصر رئيسة هي الأتمتة والتشارك والتنمية المستدامة والتعلّم المستمر
قدّم الخبراء المتخصصون في إبسون نظرة متعمقة على التوجّهات الكبرى التي يُتوقع أن تؤثر في عالم الأعمال حتى العام 2030، من أجل مساعدة المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على التخطيط للمستقبل وتحقيق أهدافها.
وحدّد الخبراء أربعة مجالات رئيسة تقود نمو الأعمال في القطاعين العام والخاص بالمنطقة، وتتمثل في الأتمتة والتشارك والتنمية المستدامة والتعلّم المستمر.
ودعا نيل كولكوهون نائب الرئيس لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى إبسون، في هذه المناسبة، الشركات في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى الاستعداد لوضع خطط قابلة للقياس للاستفادة من هذه التوجهات الكبرى وإعداد مكان العمل وفقها لعام 2030. وقال إن المنطقة سوف تتمكّن من تطوير اقتصادات أكثر تنوعًا تدمج المواهب التي يتحلّى بها المواطنون في كل سوق، من خلال بناء ثقافات مدعومة بالتقنية ومتمحورة حول الإنسان، يقودها أشخاص هادفون ذوو رؤية سيكون بوسعهم قيادة عمليات تجارية مستدامة في المنطقة.
وتشير توقعات إبسون في مجال الأتمتة إلى سيناريوهات الأتمتة المادية باستخدام روبوتات SCARA القادرة على التصنيع والتجميع، والأتمتة الافتراضية باستخدام الروبوتات البرمجية القادرة على إدارة المهام المكتبية المتكررة. أما في المؤسسات الصناعية، فيُتوقع أن يظهر هذا التوجه في تقنيات مثل الإنتاج الموزع، فيما ستشهد البيئات المكتبية إعادة توظيف مجموعات من الموظفين الإداريين، وسوف تتولّى الأتمتة الروبوتية للعمليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي إدارة مهام تتضمّن الفوترة والتدريب والتعيين.
وترى إبسون، عقب زيادة الأتمتة، أن الأفكار هي أهم أصول المستقبل، مع القدرة على تحقيق الابتكارات الواقعية من خلال تشارك الأفكار والمعلومات. وسوف تستمر الاجتماعات الهجينة في لعب دور مهمّ في خلق مساحات التعاون، فيما يساعد الابتكار المستمر في أدوات العرض متعددة الاستخدامات، مثل أجهزة العرض الضوئي، على سدّ الفجوة القائمة بين الأشخاص الذين يعملون عن بُعد ونظرائهم العاملين من المكاتب. وتضمن توسعة نطاق التجربة بعرض المشاركين عن بُعد بالحجم الطبيعي، مكانة متساوية وحضورًا أشدّ تأثيرًا للجميع، وكلها فرص تشجّع على مزيد من التشارك والابتكار.
وتضع إبسون التنمية المستدامة في صميم العمل الناجح حتى عام 2030، إدراكًا منها لمحدودية موارد العالم ولحقيقة أن العقل والجسم البشريَّين تحدّهما قيود. وتشمل التوجّهات في هذا المجال، علاوة على الحدّ من استهلاك الطاقة والمياه، الاستثمار في المجتمعات وفي الشركات الناشئة والشركاء، ما من شأنه تحقيق مزيد من النجاح، والالتزام بدعم قيام مجتمع مستدام من خلال علاقات الشراكة والتعاون المفتوح، والعمل مع المنظمات الخيرية وتقليل الاعتماد على النفط. وترى إبسون أن هذه الطرق كفيلة برفع مستويات التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العقد القادم.
هذا، وتتوقع إبسون أن يغدو تطوير المهارات والالتزام الجادّ بالتعلّم المستمر أمرًا حيويًا لتلبية متطلبات القوى العاملة في المستقبل، في ظلّ الحاجة إلى خلق مزيد من فرص العمل على امتداد دول مجلس التعاون الخليجي وبلدان المشرق العربي. وستكون القوى العاملة الناشئة في المنطقة عارفة بالبيانات، وقادرة على التعامل المريح مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ومبادِرة إلى النظر فيما يتطلبه المستقبل من مهارات حتى تتمكّن من مواكبة التطوّر التقني.
وأشار كولكوهون إلى أن توقعات إبسون لما سيبدو عليه العمل في 2030 تتضمن بعض الحقائق التي وصفها بالمهمة، مثل استمرار انتشار الأتمتة، ومواجهة المؤسسات التي لا تضع استراتيجيات للتنمية المستدامة تدقيقًا متزايدًا، وازدياد الصعوبة في العثور على الموظفين المناسبين واستبقائهم. وأضاف: “من شأن تنامي الاتصال والأتمتة وزيادة التحوّل الديموغرافي الإقليمي والتركيز على الأشخاص والأهداف والقيم، أن يخلق فرصة غير مسبوقة أمام القطاعين العام والخاص لتوقع عالم العمل في 2030 وما بعده، والاستعداد له”.