الرياض سينما فوكس ذي إسبلاناد – 15 يونيو 2022
أصحاب السعادة،
زملائي سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي،
السيدات والسادة،
يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم اليوم في هذا المساء الاستثنائي، خلال حفل افتتاح المهرجان الأول من نوعه للسينما الأوروبية في المملكة العربية السعودية.
نحتفل الليلة بفن السينما. فقد كان الأوروبيون من رواد صناعة السينما، مع العديد من المهندسين والفنانين المبدعين الذين تركوا أثراً عليها بنهاية القرن التاسع عشر على الأخص. يعود الفضل في صناعة السينما إلى الأخوة لويس وأوجست لوميير اللذان اخترعا أول كاميرا وجهاز عرض واستخدماهما أمام الجمهور في عام 1895. لكنهما على الأرجح تعلما من الخبرات والمعارف التي تعود إلى العصور الوسطى، بما في ذلك العالم العربي الشهير ابن الهيثم “والحجرة المظلمة” التي اخترعها. في تلك العصور، كان العلماء والباحثون والفنانون من أوروبا والعالم العربي يتبادلون المعارف والثقافات فيما بينهم.
وعلى مدار القرن العشرين، تحولت السينما إلى صناعة تغيرت جذرياً عبر السنوات وانتشرت عبر القارات، لكن ظل جوهرها كما هو لم يتغير: فالأفلام تُصنع كي تروي حكاية ما.
تُعرف السينما الأوروبية بالرواية القصصية البسيطة والفنية والساخرة والمجازية. فلا تتمايز الشخصيات التي تشاهدونها في السينما الأوروبية بمنطق الخير والشر، بل تتشابه فيما بينها، فكل منها تتمتع بنقاط القوة والضعف، والأماني والأحلام، والحرية والتراجيديا. باختصار، هي شخصيات إنسانية، تواجه تعقيدات العالم.
بالنسبة لي، السينما الأوروبية هي أفضل من يحكي الحكايات. وآمل أن تشعروا بالإلهام والقوة والآمال التي تميز الشخصيات التي ستستكشفونها في تلك الأفلام على مدار أسبوع المهرجان.
نحتفل الليلة أيضاً بالصداقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية. وإننا سعداء للغاية لرؤية “المشهد الثقافي” المزدهر في المملكة والزخم القوي الذي تجلبه رؤية 2030 للثقافة والترفيه لأكبر عدد ممكن من الشعب السعودي. وبالنسبة لنا في الاتحاد الأوروبي، نود دعم هذا الحراك ونفخر بالمساهمة به من خلال فعالياتنا ومبادراتنا مثل #شهر أوروبا والذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي، فضلاً عن مهرجان السينما الأوروبية الذي ينطلق اليوم.
بجانب فيلمنا الليلة، يعرض المهرجان تشكيلة واسعة من الأفلام الأوروبية والتي أدعوكم للتعرف عليها في البرنامج، وحضورها مع أصدقائكم والاستمتاع بالسينما الأوروبية عالية الجودة.
إلى جانب عرض الأفلام، يسعدنا أيضاً تنظيم فعاليات جانبية تجمع بين صناع السينما الأوروبيين والسعوديين. فالعديد من الضيوف الأوربيين من بين الحضور الليلة، وأود الترحيب بهم في المملكة.
أود أن أختم بتوجيه الشكر لشركائنا المجموعة العربية للأفلام وفوكس سينما وهيئة الأفلام السعودية للدعم والمساعدة لإنجاح هذه الفعالية. كما أعبر عن تقديري للرعاة المشاركين وهم السفارة الإيطالية والتحالف الفرنسي ومعهد جوتة وشركة بيجو.
أخيراً وليس بآخر، أشكر زملائي من سفارات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لمساهماتهم في هذا المهرجان.
فليُرفع الستار!