الرياض: 15 أكتوبر
في قلب الجهود الطبية المتقدمة لعلاج أورام الأطفال في المملكة، يقف مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث كصرح صحي متخصص فريد من نوعه في المملكة والشرق الأوسط، ليصبح منذ تأسيسه في عام 1997 رمزاً للأمل والابتكار الطبي، مقدماً خدماته المتطورة للأطفال المصابين بأمراض الدم والأورام وزراعة الأعضاء، في بيئة علاجية شاملة تجمع بين العلاج السريري المتقدم والأبحاث المتخصصة بهدف توفير رعاية شاملة لأكثر من 500 حالة جديدة يستقبلها سنوياً، وإجراء 150 عملية زرع خلايا جذعية سنويًا، محققاً تفوقاً نوعياً على صعيد تطبيق أحدث التقنيات وأساليب العلاج والنتائج، تضاهي نظرائه في جميع أنحاء العالم.
ويبرز برنامج زراعة الخلايا الجذعية للأطفال بالمركز كرائد في هذا النوع من العمليات في المنطقة، حيث يجري نحو 145 زراعة سنوياً، كما نفذ أكثر من 3162 خلال العقدين الماضيين، منها 24٪ زراعة من متبرعين غير أقارب، مقدماً حلولاً طبية مبتكرة للأطفال الذين لا يتوفر لهم متبرع قريب، ما يُمثل طوق نجاة للأطفال المصابين بأمراض كانت تعد مستعصية في السابق مثل سرطان الدم وفشل نخاع العظام والاضطرابات الوراثية، وبذلك تمكن المركز من توطين هذا النوع المعقد من الزراعة في المملكة وإتاحته للأطفال السعوديين وأطفال دول مجلس التعاون الخليجي الذين يحتاجون لمثل هذا النوع من العلاج، مما قلل حاجتهم إلى السفر بغرض العلاج.
وضمن جهوده الدائمة لتوطين العلاجات المتقدمة في المملكة، نجح المركز منذ عام 2019 في علاج 31 حالة من مرضى ورم الشبكية عبر برنامج العلاج الكيميائي داخل الشرايين، وذلك بالتعاون مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، كما عالج 4 حالات من ورم الخلايا العصبية عالي الخطورة باستخدام العلاج الإشعاعي منذ عام 2020، وهو ما يمثل دليلاً على التزام المركز بتوفير رعاية طبية شاملة للأطفال الذين يعانون من أمراض معقدة.
وتظهر نتائج العلاج بالمركز تميزاً ملحوظاً، حيث بلغ معدل النجاة لمرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد 90٪، بينما قارب 95٪ لدى مرضى ورم أرومة الكلية، كما بلغ معدل النجاة العام للمرضى الذين يعانون من مختلف أنواع الأورام 88٪، ما يعكس صورة جلية عن جودة الرعاية المقدمة في المركز، ويبث الأمل في قلوب المرضى وأسرهم بإمكانية التغلب على الأمراض المعقدة والعودة لحياة طبيعية.
ويجمع مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال بين العلاج السريري المتقدم والأبحاث المتخصصة، ضمن بيئة شاملة تتيح تطبيق أحدث الأساليب العلاجية بشكل مباشر وفعّال، مدفوعاً بشبكة واسعة من الشراكات الدولية المرموقة مثل مجموعة أبحاث أورام الأطفال (COG)، والجمعية الأوروبية لأمراض الدم وزراعة نخاع العظام (EBMT)، ما يوفر للمرضى إمكانية الوصول إلى أحدث العلاجات والتجارب السريرية، وهو ما يعزز مكانته كمرجع طبي عالمي في رعاية الأطفال المصابين بالأورام.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ 20 عالميًا، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب “براند فاينانس” (Finance Brand) لعام 2024، كما أدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).