بقلم – المحامي
الامير سعود بن فيصل بن تركي بن سعود الكبير
واجه العالم صعوبات وتحديات عدة بسبب فيروس كورنا (COVID-19)، وهو ما أدى الى اتخاذ الدول تدابير مختلفة فرضت قيودا على حركة الناس, تباعد اجتماعي وإغلاق كامل, عند الضرورة لحماية الصحة, وامتدت تأثيرها على التقاضي في المحاكم محلياً, عالميا. في بعض البلدان كان على المحاكم الحد, أو حتى الإغلاق التام, بسبب تدابير المسافة الاجتماعية المعمول بها, مما يؤدي إلى إلغاء أو تأجيل جلسات الاستماع.
في ضوء إغلاق أنظمة المحاكم في بعض البلدان, تجد الأطراف التي تقاضي نزاعاتها نفسها بالفعل في موقف صعب – تواجه تأخيرات كبيرة وجداول زمنية غير مؤكدة للغاية لحل قضيتها. في مثل هذه الظروف غير المتوقعة, قد ترغب الأطراف في النظر في إحدى الآليات البديلة لتسوية المنازعات المتاحة, مثل الوساطة أو التحكيم الذي, على الأقل حتى الآن, أثبتت أنها أقل تأثراً بالصعوبات العالمية التي يسببها فيروس كورنا.
وهنا يأتي دور المحامي يدافع عن حقوق وحريات الأشخاص المدنية منها والجنائية، ومن جهة أخرى يدافع عن حقوق الأشخاص الاعتبارية كالشركات التجارية والجمعيات الخيرية .
وفي الظروف العادية يُسخر المحامين معرفتهم في المجتمع وخبرتهم في النشاطات الاجتماعية كافة، كما أن دورهم أكبر في ظروف حائجة كورونا التي اربكت العالم واقتصاده، وبهذا يساهم المحامين في التأكيد على مبدأ العدالة، لأن فقدان هذا المبدأ يعني فقدان الثقة في النظام الاجتماعي.
ومما لا شك فيه أن المحامين يضطلعون بمهام بالغة الخطورة في المجتمع وأن مهنة المحاماة تبدو أحد العناصر الرئيسية التي ترتكز عليها العدالة، وأنها تشارك القضاء والادعاء العام في تحقيقها.
كما يمتد دور المحامين في مساعدة القضاء في إيضاح الحقائق لتأتي أحكامه معبرة عن روح العدالة المتمثلة في إقرار الحق ودفع الظلم. إن الطبيعة القانونية لمهمة المحامي تختلف عن مهمة أي مهني آخر كالأطباء والمهندسين وغيرهم، ذلك لأن المحامي إذا كان يدافع عن موكله وعن مصالحه إلا أنه لا يتقيد بآراء موكله أو (عميله) ويتمتع بحرية واسعة في توجيه الدفاع، هذا فضلاً عما تضطلع به مهنة المحاماة من دور مهم في الحياة القانونية يتسم بالطابع الاجتماعي، فالمحاماة تعتبر مرفقاً مهماً وتمارس في المجتمع بشكل يؤمن تفاعلها معه، لأن المحامين طليعة من المثقفين وهم بحكم مهنتهم يتصلون بالجماهير ويعملون على حل مشاكلهم القانونية، وهم مؤهلون لتقريب القانون إلى قلوب المواطنين وتسيير تحقيق العدالة.
فدورهم كبير واحتياجهم مهم وعملهم شاق ولكن يساعد على نشر العدالة والاستقرار وايضاح الامور اكثر ومعرفة الحقوق ومساراتها.