يعتبر مرض هشاشة العظام من بين الأمراض الوراثية التي تصيب كبار السن من الرجال والنساء، وقد يصيب أيضاً من هم أصغر سناً من متوسطي العمر والشباب. يتمثل المرض في نقص بكتلة العظام واختلال وتدهور بتركيبته ما يعرضها إلى الكسور. ويُشار إلى أن النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام وتبلغ نسبة الكسور الناجمة عن المرض لديهن ضعفي نسبتها لدى الرجال، كما تزداد لدى السيّدات بسن اليأس وتيرة تضاؤل حجم الأنسجة العظمية جراء الهبوط الحاد الذي يطرأ في مستوى تركيز هرمون الأستروجين بالدم.
وفي هذا الإطار نظمت شركة ساجا الصيدلانية، والتي تأسست بالتعاون المشترك بين شركة الرعاية الصحية السعودية الرائدة Tamer Industries واثنتين من شركات الأدوية اليابانية الرائدة وهما Daiichi Sankyo Company Ltd وAstellas Pharma Inc، فعالية علمية توعوية غطت مدن جدة والرياض والخبر بالمملكة العربية السعودية، وخُصصت لمناقشة أحدث علاجات وتطورات مرض هشاشة العظام. وشارك في المؤتمر نخبة من الأطباء والمختصين العالميين والمحليين في هشاشة العظام واستشاريي الطب وخبراء الصحة وعلى رأسهم الدكتور ديفيد كيندلر، أستاذ طب الغدد الصماء بجامعة كولومبيا البريطانية، فانكوفر – كندا، إضافةً إلى ممثلي وسائل الإعلام والصحافة.
من ناحيته تحدث الدكتور يوسف الصالح، أستاذ الطب والغدد الصماء جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالرياض، عن أن هشاشة العظام من الأمراض التي بحاجة للتوعية بكسور الورك تحديداً والتي تحد من الحركة وقد تؤدي للوفاة بنسبة 23% بعد السنة الأولى من التعرض لها. وأضاف أن نسبة مرض هشاشة العظام بالمملكة بين 35 – 46% عند النساء بسبب انقطاع الدورة الشهرية، بينما سببه عند الرجال هو نقص هرمون الذكورة. وعبّر الدكتور يوسف عن تطلعات الحصول على سجل وطني لهشاشة وكسور العظام، مشيراً إلى انضمام المملكة عام 2021 لبرنامج “فراكس” العالمي الذي يتيح إدخال معلومات المريض على الإنترنت وحساب نسبة احتمالية تعرضه لكسور خلال العشر سنوات القادمة، مضيفاً أن انضمام المملكة جاء بعد سنتين من البحث الذي دُرست خلاله نسبة الكسور في 15 مستشفى بالمملكة. وأكد الدكتور على ضرورة الاهتمام بالعظام منذ سن الطفولة والابتعاد عما يؤثر عليها من عوامل كالتدخين والمشروبات الغازية، ناصحاً بمزاولة الأنشطة الرياضية.
وعلّق أيضاً الدكتور محمد خليل، الرئيس التنفيذي لشركة “ساجا”، منوهاً بالجهود العلمية والبحثية التي تبذلها شركة “ساجا” لإحداث تأثير إيجابي على مرضى هشاشة العظام، مبيناً أن الشركة بصدد إطلاق خيار علاجي بيولوجي بديل يساهم في دعم الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج هشاشة العظام، مؤكداً على جودة المنتج العلاجي الجديد وسعره الملائم. كما أشار إلى أن تقنيات التصنيع الدوائي سيتم نقلها إلى المملكة خلال السنوات الخمس سنوات المقبلة.
يُشار إلى أن مرض هشاشة العظام ونقص كثافتها ينتشر في المملكة العربية السعودية بنسبة 37.8٪ و28.2٪ بين الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، حيث لا يزال نقص فيتامين (د) يُشكِّل أحد عوامل الخطورة الرئيس للإصابة بالمرض في هذه البلاد. ونظراً لانتشاره في جميع أنحاء العالم، فإنه يشكل خطراً على الصحة العامة. ووفقاً للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام، فإن هشاشة العظام تصيب ما يُقدَّر بنحو 75 مليون شخص في أوروبا، والولايات المتحدة، واليابان، كما يتسبب سنوياً في أكثر من 8.9 مليون كسر بسبب هشاشة العظام كل 3 ثوانٍ في جميع أنحاء العالم.
*وزارة الصحة السعودية https://www.moh.gov.sa/Ministry/MediaCenter/Publications/Pages/Publications-2019-04-23-001.aspx
تجدر الإشارة إلى أن العلاج طويل المدى بأدوية الكورتيكوستيرويدات، سواء عن طريق الفم أو الحقن مثل البريدنيزون والكورتيزون، يتعارض مع عملية إعادة بناء العظام. *مايو كلينيك https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/osteoporosis/symptoms-causes/syc-20351968
واُختتمت الفعالية بتوصيات علاجية ، كما فتح باب الأسئلة والمناقشات التي أجاب فيها خبراء الصحة على أسئلة الحضور.