تشهد المملكة العربية السعودية طفرة كبيرة في مجال تمكين المرأة، في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز دورها في مختلف المجالات الاقتصادية. وليس ادل على ذلك من نقارير البنك الدولي التي اكدت على ارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل الى 18% خلال الاعوام الاخيرة.
تعتبر “جواهر الدعجاني” من سيدات الأعمال اللاتي سطّرن نجاحات ملفتة في هذا المجال. في حوار خاص، تتحدث الجوهرة عن تطور دور المرأة السعودية، ودعم الحكومة المستمر الذي فتح لها آفاقًا جديدة، وعن إنجازات النساء في المناصب القيادية والاقتصادية.
تمتلك السيدة الدعجاني رؤية ثاقبة عن الحراك الاقتصادي في المملكة، ودور المراة في كل القطاعات الاقتصادية، اتت هذه الرؤية من تنوع نشاطاتها الاقتصادية، في التجارة والصناعة والتكنولوجيا والعقار والاسواق المالية .
ففي حديثها عن دور المرأة في التجارة، أكدت جواهر الدعجاني أن المرأة السعودية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي. “اليوم نرى نساء يقودن شركات عملاقة، ويشغلن مناصب قيادية في القطاعين الخاص والعام. لم تعد المرأة السعودية محصورة في مجالات محددة، بل أصبحت قادرة على المنافسة في قطاعات متنوعة مثل التجارة وسوق المال والعقارات.”
كما أشارت إلى أن النساء في المملكة أسهمن بشكل ملموس في تحريك عجلة الاقتصاد من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والابتكار في مجالات التكنولوجيا والخدمات. “تشجيع الدولة لريادة الأعمال، عبر برامج تمويل مثل ‘منشآت’ و’صندوق التنمية الصناعية’، منح النساء فرصًا غير مسبوقة للدخول إلى السوق والمنافسة على أعلى المستويات.”
وأوضحت الدعجاني أن قطاع العقارات أصبح واحدًا من أهم القطاعات التي شهدت دخول المرأة بقوة. “الاستثمارات النسائية في مجال العقارات تتزايد، خاصة مع التسهيلات المقدمة من الحكومة لتمكين الجميع من تملك العقار والاستثمار فيه. النساء الآن ليسوا فقط مستثمرات ولكنهن أيضًا مديرات لمشاريع ضخمة في هذا القطاع.”
أما عن دور المرأة في سوق المال، فقد ذكرت الدعجاني أن دخول النساء إلى هذا القطاع يعكس التغيرات الإيجابية في الاقتصاد السعودي. “نشهد اليوم وجود سيدات يشغلن مناصب عليا في البنوك ومؤسسات الاستثمار المالي. دعم الحكومة الكبير للمرأة جعلها تتفوق في سوق المال، حيث استطاعت إدارة محافظ استثمارية ناجحة وتحقيق أرباح ملموسة.”
وتطرقت الدعجاني أيضًا إلى دور المرأة في القطاع الصناعي، الذي كان محصورًا لسنوات طويلة على الرجال. “النساء الآن يمثلن نسبة متزايدة في المصانع وفي قطاعات التكنولوجيا المتقدمة. نحن نرى نساء يعملن في هندسة البرمجيات، التصميم الصناعي، وحتى في قطاعات مثل الطاقة المتجددة.”
وأشارت إلى أن الجهود المستمرة لمواكبة رؤية 2030 تركز على دمج المرأة في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاعات التي كانت تعتبر تقليديًا ذكورية. “هدفنا هو بناء اقتصاد قائم على التنوع والشمولية، حيث تكون المرأة شريكًا أساسيًا في التنمية.”
وعن دعم الحكومة وتمكين المرأة أكدت جواهر أن هذا التقدم لم يكن ليحدث لولا الدعم الحكومي الكبير. “الإصلاحات التي قامت بها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بتشريعات العمل وتمكين المرأة، كان لها دور كبير في تمهيد الطريق أمام النساء للدخول في مجالات جديدة. أصبحت المرأة قادرة على القيادة والإدارة والمساهمة بشكل فعّال في الاقتصاد الوطني.
وأشارت الدعجاني إلى أن المملكة حققت تقدمًا هائلًا في مجال المساواة بين الجنسين في سوق العمل، حيث زادت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة إلى أكثر من 33% وفقًا لتقرير الهيئة العامة للإحصاء لعام 2023 .
جواهر الدعجاني تشدد على أن المرأة السعودية في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات، معبرة عن أملها في مواصلة هذا الزخم. “المرأة السعودية أثبتت قدرتها على النجاح، وكلنا متفائلون بما يمكنها تحقيقه في المستقبل. نحن نعيش فترة ذهبية تتوافق مع رؤية المملكة 2030، التي تضع تمكين المرأة كجزء أساسي من تطورنا الاقتصادي والاجتماعي.”