أطلقت جمعية القلب السعودية اليوم الخميس نسختها الرابعة والثلاثون من المؤتمر السنوي والذي تستضيفه مدينة الرياض، تحت شعار (صحة المجتمع من الوقاية الى التدخل)، وذلك بحضور نخبة من العلماء والاطباء من جميع دول العالم، وبمشاركة أعرق المؤسسات العلمية العالمية ممثلة في جمعية القلب الاوربية وكليات القلب الاميركية والجمعية الامريكية لطب القلب النووي.
وأوضح رئيس جمعية القلب السعودية أ. د وليد الحبيب أن المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام يهدف الى التعريف بأحدث الابحاث العلمية عن القلب والاوعية الدموية وتعزيز التثقيف الطبي والتوعية الصحية من خلال تسخير منظومة من التقنيات الحديثة والمتطورة التي يتفرد بها المؤتمر.
ويتناول المؤتمر عدة محاور، ويشتمل على فعاليات حول التوعية الصحية للوقاية من أمراض القلب والتعرف على أسباب الإصابة وسبل التشخيص والتنوير بأحدث العلاجات المتاحة. كما يشتمل المؤتمر على محاضرات علمية بمختلف تخصصات القلب وعدد من الأوراق العلمية وتوصيات الأبحاث، فضلاً عن استعراض آخر إحصائيات نسب الإصابة بأمراض القلب بالمملكة، والعالم.
وتأتي هذه التظاهرة العلمية والتي تعد أكبر اجتماع للقلب في الشرق الأوسط، يجمع علماء القلب ومقدمي الرعاية من منطقة الخليج وأجزاء أخرى من العالم، تماشيا مع ركائز الرؤية الرشيدة رؤية 2030 التي تنص بكون المملكة منارة للمعرفة والاشعاع العلمي.
وتُعد أمراض القلب السبب الرئيس والأول للوفيات حول العالم، بنسبة بلغت 31% من عدد الوفيات عالميًّا، وأمراض القلب غالبًا ما تكون نتيجة تراكمات لأسباب عدة مثل: العمر، ونمط الحياة، والأسلوب الغذائي، والتدخين، وقد تؤدي أخيرًا إلى توقف عمل القلب.
ووفقا للاتحاد العالمي للقلب فإنه يمكن تفادي ما لا يقل عن 80% من الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال التحكم في أربعة عوامل خطر رئيسية مثل النظام الغذائي غير الصحي واستخدام التبغ وعدم ممارسة النشاط البدني بانتظام واستخدام الكحول. وقد أسس الاتحاد العالمي للقلب اليوم العالمي في عام 2000 لتنبيه الأفراد في جميع أنحاء العالم بأن أمراض القلب والأوعية الدموية هما السببان الرئيسيان للوفاة في العالم.
ويتوقع أن تساهم هذه الفعاليات والتي يشارك فيها مختلف الممارسين الصحيين ذوي الكفاءة العالية والخبرة الطويلة، في خلق مجاميع من المواطنين والمقيمين الأصحاء، وارتفاع الوعي والمعرفة عن القلب وسبل حمايته والوقاية من أمراضه.
ووفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية تتسبب أمراض القلب في20.5 مليون وفاة سنوياً على مستوى العالم، كما تمثل أمراض القلب حاليا 16% من مجموع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وتركّز أكثر من نصف عدد الوفيات الإضافية الناجمة عنها في غرب المحيط الهادئ بمعدل مليوني وفاة، فيما شهدت أوروبا تراجعا نسبيا في أمراض القلب بنسبة 15%.
ويحمل اليوم العالمي للقلب 2023 دعوة لزيادة سرعة التعامل مع مرضى جلطات القلب الحادة، التي يجب علاجها في غضون ساعتين، لأن التأخير في العلاج يؤدي إلى تفاقم الوضع وتلف عضلة القلب والوفاة المفاجئة، ويأتي ذلك بإطلاق المبادرات التي تستهدف زيادة الوعي بأعراض الأمراض القلبية.
ويقول أطباء القلب إن “الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بأمراض القلب”، ويعزون ذلك إلى انتشار التدخين بين الرجال أكثر من النساء، وسط دعوات لزيادة الاهتمام بالتوعية الصحية بمخاطر آثار التدخين على القلب والشرايين التاجية، وتفعيل برامج للتوعية بمخاطر زيادة نسبة الدهون في الدم.