الرياض _ أعلنت شركة هالو سبيس “”HALO Space الرائدة عالمياً في مجال سياحة الفضاء عن عزمها إجراء تجربة السياحة الفضائية القادمة في المملكة العربية السعودية خلال شهر سبتمبر المقبل، وذلك بالتعاون مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية. ويُعد هذا الحدث البارز والذي يمثل التجربة السياحية الفضائية السادسة للشركة خطوة بالغة الأهمية تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتؤكد ريادتها في مجال استكشاف الفضاء القريب.
قفزة نوعية نحو استكشاف الفضاء الخارجي
ستشهد هذه التجربة إطلاق الكبسولة “أورورا”، والتي تمثل النموذج الأولي الرائد لشركة هالو سبيس “”HALO Space بالحجم الفعلي، حيث ستحلّق إلى ارتفاع يصل إلى 35 كيلومترًا فوق سطح الأرض. وتهدف هذه المهمة إلى إجراء تقييم دقيق وشامل للتحقق من سلامة تشغيل جميع الأنظمة الحرجة التي تم تطويرها على مدار السنوات الثلاث الماضية. كما صرّح «ألبرتو كاستريلو» المدير التنفيذي للتقنية بشركة هالو سبيس “”HALO Space بأن “هذه المهمة صُممت للتحقق من كفاءة وفعالية جميع أنظمتنا الحرجة التي كرّسنا جهودنا لتطويرها على مدار السنوات الثلاث الماضية. وقد تم تحديد المواعيد والموقع بعناية فائقة لضمان التشغيل الأمثل والموثوق لمعداتنا المتطورة، وتوفير أقصى درجات الأمان للفِرق المتخصصة التي ستتولى إدارة الرحلة الفضائية على الأرض”.
ضمان السلامة والامتثال للمعايير
كما عملت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية من خلال جهودها التعاونية مع شركة هالو سبيس “”HALO Space على تقديم الدعم اللازم منذ مطلع العام الجاري، كما تتولى الهيئة الإشراف على الاستعدادات للتجربة، بما يعزز توجهات رؤية السعودية 2030. ويأتي قرار الشركة باختيار المملكة مقرا لقاعدتها التشغيلية الرئيسية وموقعا للتجميع النهائي تأكيدا على ما تتمتع به المملكة من مقومات مثالية لأنشطة استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى دعمها المتواصل لنماذج الأعمال المبتكرة. وضمن جهودها الرامية إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للتجارب الابتكارية الرائدة والتنوع الاقتصادي، عملت الهيئة بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى، على رأسها الهيئة العامة للطيران المدني، لتلبية جميع المتطلبات التنظيمية لتجربة السياحة الفضائية، والذي يعكس مدى الحرص التام على ضمان سلامة الأفراد والمعدات المشاركة في هذا المشروع الرائد.
وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ «فرانك سالزجيبر»، نائب المحافظ المكلف لقطاع الفضاء في هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، بأنه “انطلاقا من دورها التنظيمي، عملت الهيئة على تمكين قطاع الفضاء، وذلك من خلال دعم نماذج الأعمال المبتكرة، وتحفيز أنشطة استكشاف الفضاء، وتعزيز الجهود التشاركية مع الجهات المعنية لتطوير هذا القطاع الحيوي. ويمثل هذا المشروع الرائد قفزة كبيرة في مجال سياحة الفضاء. وانطلاقًا من التزامها بدعم هذه التطورات التقنية المتقدمة وتعزيز فرص الاستثمار في المملكة، تحرص الهيئة على توفير الأطر التنظيمية الداعمة للابتكار في شركات ومشاريع مثل هالو سبيس “”HALO Space، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة للأفراد والمعدات”.
وصرّح السيد «كارلوس ميرا» الرئيس التنفيذي لشركة هالو سبيس “”HALO Space قائلاً: “إن التعاون الوثيق مع مؤسسات القطاع الخاص والحكومي لتبنّي معايير السلامة وإجراءات الاعتماد يُعد ركيزةً أساسيةً في مهمتنا. وإن تعاوننا مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ومن خلالها مع الهيئة العامة للطيران المدني يجسد التزامنا الراسخ بتوفير تجربة طيران آمنة في الفضاء القريب”.
الشراكات الاستراتيجية والدعم
احتضنت شركة آرثر دي ليتل Arthur D. Little، الشركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، مشروع هالو سبيس “”HALO Space ضمن برنامجها الرائد للابتكار Breakthrough Incubator، مستفيدةً من خبراتها الواسعة في مختلف الأسواق والمجالات، وقدرتها على المزج بين الاستراتيجية والتقنية والابتكار. كما تواصل الشركة دعمها لمبادرات هالو سبيس “”HALO Space وتقديم التوجيه الاستراتيجي المستمر. وفي هذا السياق، علّق السيد «توماس كوروفيلا» الشريك الإداري في شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط وعضو مجلس إدارة هالو سبيس “”HALO Space قائلاً: “يعكس تعاوننا مع شركة هالو سبيس “”HALO Space التزامنا بدعم المشاريع الريادية التي تفتح آفاقًا جديدة للتقنية والاستكشاف. وتُبرز هذه المبادرة الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في مجال الابتكار التقني وجهودها الحثيثة في تعزيز منظومة سياحية متكاملة تتمحور حول الرحلات الفضائية قريبة المدى”.
رؤية مستقبلية طموحة
كما ستمهد الكبسولة النموذجية في تجربة السياحة الفضائية لشركة هالو سبيس “”HALO Space إطلاق الرحلات المأهولة في عام 2025، مستهدفة الوصول للرحلات التجارية في عام 2026. وستتيح هذه الرحلات تجربة استثنائية مذهلة، حيث تمكّن هذه الرحلات الارتفاع بأمان وراحة حتى ارتفاع يصل إلى 35 كيلومترًا في السماء داخل مركبة فضائية محمولة بالمنطاد. وتمتد الرحلة أفقيًا لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر على مدار أكثر من ست ساعات، ما يمنح الركاب فرصة فريدة لمشاهدة انحناء كوكب الأرض (Earth’s Curvature) واتساع الفضاء الشاسع (Space Horizon).
تطمح هالو سبيس “”HALO Space بحلول عام 2030 إلى جعل السياحة الفضائية في متناول شريحة واسعة من الجمهور، حيث تتضمن خططها الاستراتيجية توفير خدماتها لنحو 10 آلاف راكب منذ انطلاق عملياتها التجارية وحتى نهاية العقد الحالي. ومن المتوقع أن تُسهم هذه المبادرة الرائدة في تعزيز منظومة الفضاء والسياحة في المملكة العربية السعودية بشكل كبير، إذ تقدم مزيجًا فريدًا يجمع بين تجارب الضيافة المتميزة والتعليم الفضائي المتطور والترفيه المبتكر.