بقلم مها بوزيد، نائب الرئيس ورئيس وحدة المصادر، إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا
تواصل جائحة كوفيد-19 تغيير طريقة حياتنا وعملنا، حيث تستمر في تعطيل الأعمال حول العالم. وبينما يتابع مديرو الشركات ومسؤولو القطاع الصحي أخبار الفايروس، ويتخذون القرارات المختلفة بشأن احتوائه، يقوم مسؤولو سلسلة التوريد في الشركات بتقييم تأثير الأزمة على أنظمتهم واتباع الاستراتيجيات الأمثل لمواجة آثارها ونتائجها.
وعندما يتعلق الأمر بإدارة سلسلة التوريد، فإن القليل من التخطيط والاستعداد يعتبر مثالياً في هذه الفترة من عدم الاستقرار، حيث يمكن أن يؤدي الاستثمار المسبق في الموارد والوقت إلى ضمان الحد الأدنى من التأهب وبالتالي تحسين النتائج إلى حد كبير في مواجهة أي أزمة غير متوقعة، وبالتالي تخفيف وقعها على الأفراد والبنية التحتية.
يهتم قادة سلسلة التوريد حالياً وعلى نحو غير مسبوق، بتعزيز الشفافية وبناء قدرات الاستجابة السريعة للتخفيف من تداعيات الأزمة على المدى القصير. وبناء على ذلك فإن جميع مواقع الإنتاج الرئيسية لشركة إريكسون هي قيد التشغيل حالياً.
تواصل إريكسون متابعة أوضاع انتشار فايروس كورونا، مع الإلتزام بتوصيات السلطات المحلية ومنظمة الصحة العالمية، حيث تقوم الشركة بتقييم سلسلتها الخاصة بالتوريد على نحو مستمر. فيما خص الربع الأول لهذا العام، نتوقع أن يكون للأزمة تأثير محدود على عملائنا. بينما نتوقع الاستمرار في توفير طلبات عملائنا خلال الربع الثاني من هذا العام، مع الأخذ في الاعتبار الآثار والنتائج المتوقعة عن تفشي الفايروس.
تمتلك إريكسون سلسلة توريد عالمية، تضمن للشركة القدرة على تنفيذ عملياتها في مواقع تتميز بقربها الجغرافي من الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية حيث يتمركز غالبية العملاء، وتتوزع مرافق الإنتاج الرئيسية لشركتنا في إستونيا وبولندا والصين والهند والبرازيل والمكسيك والولايات المتحدة.
وتزداد في هذه الظروف الاستثنائية، الحاجة لمراقبة سلسلة القيمة والاستعداد للتأثير عليها. ونركز في هذا المقال على الإجراءات العشرة التي يمكن للشركات اتخاذها لمواجهة التحديات المباشرة التي تمثلها الأزمة للعاملين في سلسلة التوريد وشركاء الأعمال والعمليات. والتي تشمل:
1. منح الأولوية للموردين ذوي المخاطر العالية حسب المنطقة الجغرافية والقطاع والسلع / قيمة الأعمال
2. تحليل سلسلة التوريد خارج دائرة موردي الدائرة الأولى لفهم مستوى التعرض في البلدان المتضررة
3. تعزيز المخزون في المتاجر للحد من التأثير الناتج عن التأخير في البضائع القادمة من الموانئ
4. عدم الاعتماد على البيانات المتوقعة أو مستويات المخزون الحالية
5. حساب تفاوت المخزون خلال فترة “التعرض للخطر” المتوقعة
6. إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الموردين الرئيسيين
7. البحث عن طرق التوريد والنقل البديلة
8. عامل زيادة وقت العبور إلى الموانئ البديلة
9. إعادة تقييم خطط السفر واستخدام التكنولوجيا الرقمية (أي المؤتمرات عن بعد)
10. حساب التكاليف الإضافية (أي عدم التسليم للعملاء)
الآن وأكثر من أي وقت مضى، باتت استراتيجيات تعزيز مرونة سلاسل التوريد أمر ضروري للحد من انقطاع الخدمات. ويمكن لقادة سلسلة التوريد، عبر الاستجابة الفعالة للظروف الاستثنائية التي أوجبها انتشار الفايروس، لضمان وصول المستهلكين إلى الخدمات التي يحتاجون إليها مع الحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين وعمال سلسلة التوريد.
بالنسبة لنا، يتضمن هذا الواقع التعاون بشكل أوثق مع موردينا لفهم تحدياتهم ووضع الخطط اللازمة لدعمهم. وهذا يعني أيضاً التوافق الوثيق مع منظمتنا وأصحاب المصلحة الداخليين، لتشجيع ودعم وتحفيز بعضنا البعض، لنخرج من الأزمة أقوى من أي وقت مضى.
الأهم من ذلك، يمكن أن تساعدنا الدروس المستفادة من هذا الوقت العصيب في جعل سلاسل التوريد لدينا أكثر مرونة ومنع أي تحديات مستقبلية من التسبب في تعقيد الأزمات .